رأيك يهمنا.....

كل كلمة تبديها وكل مشاركة وكل زيار ة هي بمثابة دفعة إلى الأمام لتحسين المحتوى وهكذا نلتقي!
الكثيرون يمرون من هنا... لكن قليلون من يتركون الأثر.. فتذكر أن تكون من القليل المميز وضع بصمتك للذكرى! من هنا

حكاياتي..

هذه الصفحة خصصتها لحكايات وخيالات الطفولة والأحلام التي دائما ماكنت أحلمها .. هي إعادة إدراك للذات .. إعادة قراءة للتاريخ .. مصباح للآخرين .. لمن يريد...
-1-
بدأت حياتي بأول يوم في المدرسة, أول يوم أدركت فيه أن هناك عالم موجود لا أدري عنه شيئا هو عالم الاستيقاظ مبكرا الاستيقاظ قبل الجميع وبما أنني حصلت على أشياء لأول مرة أحصل عليها وفرحان أوي بالفسحة اللي هخرجها أنا وبابا لوحدينا وبعدين لابس جلابية جديدة لنج (لبس المدرسة) وهو مالم أكن معتادا عليه وشيلوني حاجة على ضهري خفيفة أوي فيها مقلمة ودفتر وقالولي لما الأستاذ يقول طلع الدفتر هتطلع ده أنا قلت ماشي وكل همي مركز على ما يسمى مدرسة لم أكن قد رأيتها من قبل ولم أخرج من قبل من البيت سواء لحضانة أو لغيرها كنت أحفظ الحروف وأعرف القراءة وبعض الكتابة وأحفظ كلمات إنجليزية خفيفة بدون ما أعلم الحروف وكنت أحفظ قدر من كتاب الله العزيز ولكن التعليم في المدرسة وهو الاسم الذي سعدت به ولم أعلم ماهو لكن ذهبت..

-2-
أول ما قابلت من المدرسة هو بابها الذي بهرني فوقه تلك اللوحة الخضراء مكتوب عليها بالأبيض المدرسة التذكارية بالرياض لم ألحق أن أقرأ كل هذا في أول يوم لكني قرأته يوميا لمدة أربعة أعوام بعد هذا عندما وصلنا قال لي والدي إنها المدرسة التذكارية سألته ليه؟
ليه؟؟ كانت أشهر أسئلتي وما زالت .. حيث أنني كنت أظن أن المدرسة هي مكان واحد وأن كل مدارس العالم شئ واحد وأنه ليست لكل مدرسة اسم.. وهذا ما أدركته فيما بعد

-3-
أول من قابلت في المدرسة على ما أفتكر كان عم سحاري حارس المدرسة الرجل العجووووووووز جدا الذي يسكن بجانب المدرسة وابنه كان معانا في المدرسة (أكبر مننا بسنة) .. ثم قابلنا المدرسين أ/ فهد الجوير وأ/ فهد السعيد وأ/ محمد المنصور وأ/ عبدالعزيز الخميس على ما أظن بترتيبهم في المقابلة كان هكذا.. دخلنا بعد انصراف الطابور وهذا هو المطلوب حيث أن طلاب الصف الأول الابتدائي لن يدخلوا الفصول من أول يوم .. وجلست على سجادة في الحوش ووزعوا علينا حلويات وكانت هذه أول ذكرى لي مع المدرسة..

-4-
الأهم من الحلويات كان المشاركين لنا الوافدون الجدد كانت أول مرة أتعرف على بني أدمين من برة أبويا وأمي ما يعرفوهمش كان شعور جميل لذلك أحببت المدرسة وأتذكر الأسماء إلى الآن ..
(طارق رزق عبدالله إسماعيل الراوي- عمر أبو قمر- أحمد حسن- أسامة زكريا) دي أسماء أول يوم ..
أول يوم ده كان ولادة جديدة لي لم أستخدم أبدا القلم والكراسة وظننت أن المدرسة كلها حلويات وقعدة على الفرشة وأن القلم والكراسة لا ضرورة لهم وبدأت أتذمر منهم ومن الحمل الثقيل على ظهري لكني أبدا أبدا لم أظهر هذا التذمر لكن ماكان جليا هو الفضول والتساؤل عن ماهية باقي الأماكن التي لم أدخلها أبدا والتي أخذت أبحث عن استخدام لها وأخذت أسأل ماما: عن هي المدرسة بس كدة لأنها كانت تحكي لي عن الفصل وعن الأستاذ وعن السبورة والطباشير والبشورة كل هذا وأنا لا أضع في حسباني أن والدتي أيضا كانت صغيرة وأنها كانت تذهب المدرسة مثلي هكذا تشيل شنطة.. كل هذا لأنني لم أتخيلها صغيرة لأني لم أرها بالفعل ولم أر لها صورة وهي صغيرة .. لم أتخيل يوما ما أني سأكبر كنت أعلم أني سأكبر لكني لم أكن أحمل هم هذا الكبر ولا كيف سيكون ؟؟ كنت أريد أن أصبح مهندسا معماريا وهذا لأن (الشغلانة عجبتني) بعد لما سمعت عن واحد مهندس معماري وسألت بيعمل إيه ؟ قالولي - وخد بالك من قالولي دي - عشان في حاجات كتيرة قالوهالي بس بعدين جربتها ..
المهم عمري ما تخيلت أني أبدا هكون كبير عندي شنب ودقن ونضارة كمان D:

-5-
عمري مرة ما تخيلت ولا في أبشع كوابيسي إني أبقى دكتور والله ولا خطرت لي على بال عمري ما تخيلتها دايما كنت عايز أبقى مهندس ثم رائد فضاء ثم طيار ثم عالم فلك (زي فاروق الباز الذي كان والدي رحمه الله يحكي لي عنه دائما وباستفاضة حيث أنه من أشد المعجبين به) ثم عالم كيمياء وفيزياء (زي أحمد زويل ده لما وصلت تالتة إعدادي ولحد تانية ثانوي) لكن نظرية أحمد زويل والحق يقال بدأت تتزعزع من تانية ثانوي نتيجة لتأثير المحيطين بي لكنها لم تستقر أبدا على طب قالولي بتحب الكيميا أدخل صيدلة بتحب البحث العلمي أدخل طب لكن علوم لأ لأ لأ لأ لأ وكان ماكان ودخلت طب بناءا على إقناع مشترك من أحمد حسين الصواف ومحمد أخوه في جلسة مشتركة عندنا بينوا لي فيها مميزات الطب وأن العلم هناك علم و لعب أحمد على وتر أني كنت أحب مادة الأحياء في الثانوية العامة.. خرجت من الجلسة بنسبة عشرين % إقناع ..

-6-
الجلسة الإقناعية الثانية كانت من أستاذي الفضل أ/ محمد القشيوطي -رحمه الله- وأيضا بين لي المميزات الطبية بالإضافة لعيوب كلية العلوم وكان هذا الوتر الأكثر حساسية في الموضوع وهو عدم رغبتي للانضمام لقافلة من خريجي كلية العلوم يحملون عقولا ذرية تستطيع انتشالنا مما نحن فيه لكنهم لا يجدون المفاعل الذري ليعملوا فيه .. فالعقل الذري لابد أن يجد ذلك المكان الذري ليعمل فيه ..
وخرجت مقتنعا بنسبة 15%..

-7-
النسبة الإجبارية كانت من أستاذي الفاضل أ/ حمدي سالم مدرس اللغة العربية الذي تطوع لكتابة رغبات الثانوية العامة لي بخطه الجميل -سلمت يداه من كل أذى- وكتب لي الرغبة الأولى طب (بالعافية) وخيرني بين القاهرة وعين شمس وبنها فاخترت القاهرة.. رغم أن رغبتي كانت جامعة الإسكندرية جامعة زويل حيث الماء والهواء والوجه الحسن .. لكن كان ماكان ودخلت طب القاهرة .. وتصل نسبة اقتناعي بالطب الآن إلى 80% أما تحصيلي لل45% فسأحكي لكم عنه في حكاية أخرى من حكاياتي ...
عبدالعظيم رمضان
12/9/2010
للتعليق على حكاياتي 1-7   http://me-you-people.blogspot.com/2010/09/1-7-2292010.html


-8-
لي مقولة مشهورة في العلاقات هي خلاصة علاقاتي بالناس أن كل من قابلتهم في حياتي كان له دور فمنهم من كان له دور كبير ومنهم من كان له دور صغير وقتا لكنه كبير مضمونا (كأثر الفراشة سأحكيها في حكاية أخرى من حكاياتي) وآخرين لم ألحظ دورهم وأهميته إلا بعدها بفترة وهذا ينطبق على الجميع بلا استثناء فمنهم من انتهى دوره بالفعل ومنهم من لم ينتهي بعد ولكن هكذا الحياة هي أروع أسطورة على الإطلاق وما الدنيا إلا مسرح كبير كل يؤدي دوره فيها فمن أهم الأدوار في حياتي دور أبي وأمي وهما الدوران المستمران إلى مالا نهاية

-9-
أبي ذلك الرجل الطيب الرائع الشمس التي غابت وتركت لي نور القمر يضئ لي من الداخل فلسفة الأب صعبة الفهم بالنسبة إلي أدرك أنني نسخة منه في الخصائص الشكلية والجسمانية لكن نسخة أضعف فقد كان رحمه الله شديد البنيان أقوى مني بكثير ممشوق القوام وأكثر بياضا في البشرة وشعره أكثف مني وكان أكثر طولا وورثت منه أيضا بعض الخصائص العقلية سواء عن طريق التوريث المباشر(الصفات الجينية) أو غير المباشر(السلوك بالاحتكاك) فرغم قصر مدة احتكاكي به والتي تصل إلى 11 سنة لكن كل من يراني أتصرف من أعمامي أو أخوالي أو أصدقاء والدي فيقول لي أنني هو ولهذا تولد لدي اعتقاد قوي بأنني هو بالفعل فلقد ورثت منه خصائص العلاقات وكيفية إدارتها وأيضا بعض السلوكيات والاعتقادات وبعض مواهبه كالشعر وحب الكتابة والقراءة والرسم والغناء والتلحين أغلبها تعلمته منه فرحمة الله عليه لا أنسى له هذا الموقف في أحد الأيام كان يرتدي جلابية بيج (نظام سعودي) في المسجد المجاور لمنزلنا بعد صلاة العصر استلقى على ظهره وطلب مني أن أقرأ له قرآنا بصوتي الجميل فكان دائم التشجيع لي وبعدها أخذ يحرك أصابعه كما يفعل المايسترو لفرقته الموسيقية يشير إلي بالارتفاع والإنخفاض بالصوت والعلو بالطبقة كان يوما رائعا قرأت فيه سورة الرحمن كاملة غيب كنت في الصف الثاني الابتدائي ولا تزال تعاليمه ماكثة معي حتى الآن

-10-
كان فنانا شاعرا رساما كان كل شئ نعم لدي آيات قرآنية بخط يده مازلت أحتفظ بها إلى الآن ورسومات وكتابات على خامات غير الورق كتابات على البلاستيك وعلى اللدائن(بالونة) الحكمة كانت دائما خلقه أذكر له كلمة لا تنسى أستخدمها في كل تصميماتي قال لي عندما يكون الشئ كبيرا ثم يصغر فإن عيوبه تختفي لكن عندما يكون صغيرا ثم يكبر تظهر عيوبه هكذا تعلمت في بداية نظرتي للحياة تعلمت منه الخط أذكر ذاك اليوم استيقظت باكرا وأنا متضايق لأنني لم أعرف أكتب الهاء في حصة الخط في المدرسة الهاء الفيونكة(ـهـ) كان أقرب مالديه للكتابة عليه هو علبة المناديل فاين فأخذها وكتبها عليها وجعلني أقلده إلى أن ابتسمت هذه المواقف التعليمية الرائعة ليست الوحيدة لكن لسبب ما لا أعلمه كلما قرأت الرآن أذكر موقف أبي هذا وكلما كتبت حرف الهاء أذكر أنه علمني وأكون سعيدا جدا وأنا أكتبها كطفل تعلم أن يخطو أول خطواته

-11-
العلاقة الثانية هي أمي أغلب تفكيري منها ودماغي منها وعلمي منها لم تكن شاعرة كأبي لكنها كانت هاوية لقراءة الشعر وأورثتني أجندات كلها قصاصات الشعر التي جمعتها بحكم دراستها في كلية البنات قسم اللغة العربية هي أول من علمني هي المعلم الأول في كل شئ لكن بعد المعلم الأول الوراثي(أبي) لم أدرك قبل هذا العام أنها كانت سببا رائعا في تشكيل ذاكرتي الحديدية كانت السبب في تشكيل  طريقة تعليمي واكتسابي الخبرات والمهارات اليوم دعوة إقرأ لطفلك والتي أراها عديمة الجدوى وغير ذات أهمية بالنسبة لما فعلته أمي معي فهي لم تقرألي أبدا لكنها فعلت ماهو أروع نمت ملكة الخيال عندي فكانت يوميا ترسم لي أشخاصا وأماكن وأشياء وتسألني ماهذا؟ وذلك منذ أول يوم عرفت فيه الورقة والقلم كانت هي بجانبي كانت المعلم الذي يرسم لترى العين فينطبع الأمر في الدماغ لم يكن رسمها جميل :D
لكنه كان مفهوما على الأقل بالنسبة إلي كنت أعرف ماذا ترسم وكنت أحب رسمها ومازلت إلى الآن هي أول من نمى الحس البصري لدي كانت كل يوم صفحة من كراسة الرسم الحجم الكبير وأنا كنت أستمتع كانت ترسم لي الحكايات والذكريات أذكر أنها مرة رسمت لي جدي رحمه الله :D وهو يرتدي الطربوش !!

-12-
كنت أصغر طالب في الإذاعة المدرسية بالمدرسة التذكارية من الصف الأول بعد مسألة الحصير والأيام التالية والكتب والامتحانات والتي سأحكي عنهم في حكاية قادمة قالت لي أمي عيز تطلع في الإذاعة وتقول كلمة لم أكن فعلا أدرك أي شئ هذا لم أدرك من قبل الخوف من مواجهة الجمهور حيث تعودت من الصف الأول أن أواجه الناس وأتحدث وأذكر أنني تحدثت أمام 10000 (عشرة آلاف طالب وأنا في المرحلة الإعدادية) بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم والسادة المسئولين بالإدارة التعلمية هكذا كانت الإذاعة المدرسية هي المؤثر الأكبر في علاقاتي كنت دائما وجها معروفا في الإذاعة والصحافة المدرسية وأذكر الموقف الأول في الإذاعة ماما حفظتني الحكمة وقالتلي روح قولها في الإذاعة ذهبت إلى حيث غرفة الإذاعة والتي كان الميكروفون يخرج كل يوم على ترابيزة بني ليخرج ويتحدث من أمامه جميع المشاركين في الإذاعة ماعدا المقدم فإنه كان يتحدث دائما من الداخل أذكر الدعاء الدائم للمقدم وكان طالب في الصف الرابع يدعى حاتم المهم أول ما ذهبت قلت لهم عايز أقول حكمة أخذوني على أستاذ محمد عبدالجواد مشرف الغذاعة وكان مدرس رياضيات في المدرسة درسني في السنة الثانية أو الرابعة على الأرجح المهم سألني عايز إيه يابني؟؟ قلتله عايز أقول حكمة قاللي هي فين الحكمة؟؟ شاورت على رأسي إشارة ذكية ومن يومها وهو مبسوط مني

-13-
قد نتصرف تصرفا اليوم ولا ندرك معناه إلا غدا هكذا أنا عندما أشرت إلى رأسي لا حظت إعجابه وابتسامته لكني لم أدرك سببها إلا عند إعادة التفكير في الماضي في كل ما مر بي من المواقف وهكذا أنا دائما أفكر في الماضي بعد كل خطوات من المستقبل أقف لأستمد منه فالماضي بالنسبة لي نيع لا ينضب طالما أن عقلك يزداد ويميز ويفكر بطريقة جديدة فيه وذلك قبل حتى دراستي للعلاج بخط الزمن
في إعادة النظر فهمت مصدر إعجابه فهو فهم أن الحكمة بمعنى الحكمة في العقل لكن كان قصدي وقتها أن الحكمة التي سأقولها محفوظة في عقلي وكانت أول مرة أخرج يها على الجمهور وقلت يومها (من جد وجد ومن زرع حصد) ومن يومها فعلا من جد وجد ومن زرع حصد
ومن يومها لم أفارق الإذاعة المدرسية حتى يوم خروجي من الثانوية العامة أنا و الإذاعة ده هحكيه في حكاية تانية من حكاياتي!!!

عبدالعظيم رمضان
13/9/2010
للتعليق على حكاياتي من 8-13  http://me-you-people.blogspot.com/2010/09/8-13-1392010.html



-14-
كم هي غريبة ورائعة الذكرة الإنسانية وخادعة أيضا فبإمكاني أن أذكر موقف عابر حدث منذ 17 عاما كأنه حدث بالأمس ولا أذكر الصفحة التي ذاكرتها بالأمس في أحد الكتب فبإمكاني أن أذكر الاسم الخماسي لصديقي في الصف الأول الابتدائي والذي لم أره منذ 11 سنة ولا أذكر أبدا الاسم الأول لصديقي في السكشن في طب قصر العيني والذي أراه كل يوم وأسأله نفس السؤال.. هو إنت قلتلي اسمك إيه النهاردة؟؟ لمدة أربعة سنوات هذا السؤال ..
عجيب جدا أن أرى وجه لمدة ثانية واحدة في المترو وأذكره وإذا رأيته مرة أخرى أذكر أين ومتى رأيته.. وعجيب أن أقابل زميلي في الفصل لمدة 3 سنوات ولا أذكر أين ولا متى رأيته إلا بعد مشقة.. رائع جدا أن أذكرماذا كنت أرتدي في يوم ما ولا أذكر ماذا ارتديت بالأمس حتى لا أرتديه اليوم.. جميل جدا النسيان والتذكر ومفيد أيضا وخيالي ومخادع!!

-15-
من الصعب جدا أن أنسى الوجوه لكن من السهل جدا أن أنسى الأسماء لكن هناك وجوه لا تنسى أبدا وأظنها تحدث مع الجميع وجه لا ينسى وآخر مألوف .. ظاهرة الديجافو !!
مواقف تمحى تماما من الذاكرة وتعتيم تام من عقلي الباطن عليها ومواقف أخرى تميل لأن تطفو على السطح وأصل إليها بسهولة وأستحضرها في كل وقت
كثيرا أتذكر القميص الذي ارتديته عندما التقيت حبيبتي لأول مرة وأتذكر كل كلمة قيلت في هذا اليوم وأتفاءل بهذا القميص وأحبه ومازلت أحتفظ به إلى الآن والكل يعلم أن هذا القميص مقدس لكن البعض لا يعلم لماذا ؟؟!!
أذكر اسم صديقي في الصف الأول من أول يوم والكل يعلم هذا لكن لا يعلمون لماذا؟
أذكر اسم شريف بهاء الدين ولا أخطئ فيه أبدا وكلما ناديت أحدا باسمه مخطئا ناديته بشريف ولم يكن أحد يعلم لماذا؟؟
أذكر قصص أدهم صبري كلها بأرقام الأعداد رغم أنني لم أعد أقرأها الآن وأنسى محتوى الصفحة التي مازلت أقرأها في كتاب الكلية الكل يعلم هذا لكن لا أحد أبدا يعلم السبب؟
أذكر مواقف بعينها وأنسى أخرى كلنا هكذا لكن لا تعلمون لماذا؟
إنها متعة التعلم يا عزيزي فمخطئ من يظن أن التعلم هو المذاكرة .. إن كل مايمر  علينا في اليوم هو تعلم وإضافة جديدة إلى خبراتنا سواء كنت واعيا أم لا..إنه عقلنا الباطن ذلك المسجل خماسي الأبعاد الرائع الذي يسجل الزمن والصوت والصورة والمشاعر والاستنتاجات إنه المعجزة الإلهية فينا المعجزة الربانية التي لا يدركون أنها أعظم بكثير من المعجزة المادية الإنسانية (أقصد خلقنا) إنها الروح هي السر والمعجزة الكبرى في كل علوم الدنيا وسنبحث إلى مالا نهاية وسنكتشف قوانين جديدة للروح واستنتاجات حديثة وفي النهاية علمها عند ربي سرها عند الله..!!

-16-
العلم نوعان علم لدني من الله لا نعلم له مصدر و علم آخر من الكتب مخطئ جدا من يظن أن العلم من الكتب أو من المعلمين فقط لكن هناك الطريق الآخر وموجود ذكره في القرآن في قصة الخضر وسيدنا موسى النبي الذي يتلقى علمه من الوحي والخضر الذي يتلى علمه من الله مباشرة دون وحي ملائكي لكنها قلوب العارفين!!
أحيانا قد تجد داخلك معلومة صحيحة أو معلومة ليست ذات دليل مادي لكنك موقن بها وتطبقها وتنجح دائما دائما هناك داخلك المؤشر الذي يقودك دون قواعد أو قوانين واضحة هذا ليس دعوة لإلغاء العقل لكنه ماكان يحدث معي دائما التوجيه الداخلي إنه العلم اللدني ليس ما أقصده هو استنتاجات عقولنا الباطنة واعتقاداتنا الداخلية الواقعة في منطقة عميقة جدا منا لكن ما أقصده هو العلم اللدني هو شئ لا يمكن أن يوصف لا يمكن أن يوصف والله تعجز كلماتي هو شئ أشبه بناقوس داخلك يدلك ويعطيك الأسباب ويلهمك الصواب لايمكن أن يوصف بأكثر من هذا على الأقل من كلماتي

-17-
لا أجد متعة في هذه الدنيا تضاهي متعة العلم والمعرفة متعة أن تعلم ليس أن تدعي أنك تعلم لكن أو أن تتناقش فيما تعلم لكنها متعة أن تسأل عما لا تعلم وأن تضاف إليك كل يوم معلومة كان أجمل يوم في حياتي هو أول يوم استلمت فيه الكتب في الصف الأول وده كان يوم في الأسبوع الثالث على ما أعتقد كان يوم بعد أن صعدنا الفصول وقعدت في الصف الأول اللي في النص (زي ماما ما قالتلي) المهم أي وجدت متعة رائعة في استلام الكتب فكانت الشئ الوحيد الذي مكثت أنتظره منذ أول يوم في الدراسة لمدة أسبوعين دخلنا الفصول ولم نستلم الكتب بعد فانتظاري للكتب لم يكن نابعا من حبي للعلم والعياذ بالله لكنه كان نابعا من شخصيتي العصبية المستعجلة في ذلك الحين الشخصية اللي بتحب تنجز ولا تكره شيئا أد الانتظار (انتظار البلى ولا وقوعه) فالانتظار في ذلك الحين كان يمثل عبئا شديدا ومشقة كبيرة ومازلت إلى حد ما أكره الانتظار المادي والمعنوي سواء انتظار نتيجة أو رد أو موافقة ! لكن الكتب جاءت بعد أطول فترة انتظار بالنسبة لي وقتها (17 يوم) لذلك كانت فرحة شديدة بالنسبة لي فرحة زوال العبء النفسي بالإضافة إلى متعة استكشاف عالم جديد هو عالم الكتب بالإضافة إلى أن الكتب كان منظرها جميل وجديدة فكانت فرحتي مضاعفة بضرب كل هذه الفرحات مع بعض .. وما زلت إلى الآن لا أفرح بموبايل ولا لاب توب ولا شقة جديدة اشتريتها قدر فرحتي بالكتب الجديدة سواء دراسية أو غير دراسية ذلك لتكون الرابط الثلاثي المضاعف بين الكتب وبين الفرحة وزوال العبء النفسي ومتعة الجديد وطبقا لقانون التعميم (أحد قوانين العقل الباطن) انطبقت تلك المشاعر على كل الكتب وليس كتب الوزارة وما زلت إلى الآن هوايتي الدائمة والثابتة هي القراءة واقتناء الكتب والورق !!!!!

-18-
أول ماخلق الله هو القلم ,أنا والقلم لدينا حكايات وليست حكاية فالقلم يمثل لي صديق ورفيق وطبيب نفسي ومستشار عاطفي ورسول غرامي ويمثل لي سلاح هو كل شئ أكتر واحد شفت إخلاصه عمره مرة ما زهق عليا وقاللي إنت بتقول إيه يا جدع؟ ولا مرة تانة قاللي إنت اتجننت؟ كما قالها لي باقي أصدقائي في وجهي أبدا لم يحدث منه أي تصرف ضايقني اللهم إلا إنه هزاره تقيل شوية هما شوية كبار؛ دايما لما أمسكه وبعد لما أخلص كتابة ألاقي أثر الحبر على إيدي وكمان بيسيب علامة متعبة على إصبعي حيث أنني أعسر وأمسك القلم بطريقة غريبة غير كل البشر فالقلم بيحس إني قابض على رقبته وكاتم على روحه بهزاري التقيل ده فيضطر يرد عليا عشان أنا بهزر معاه بإيدي الشمال اللي هي إيدي الطرشة في الضرب ورجلي الشمال الحولة في الكورة أعسر بقى !!
وحكاية أعسر دي هحكيها في حكاوي كتير من حكاياتي!!

عبدالعظيم رمضان
14/9/2010
للتعليق على حكاياتي 14-18   http://me-you-people.blogspot.com/2010/09/14-18-1492010.html